هل يُعقل أن تؤدي السمنة لدى الأب إلى إرتفاع خطر الإصابة بالسرطان لدى أبنائه ؟ هناك إجماع كبير للعديد من الدراسات على أن إصابة الأم الحامل بالسمنة يمكن أن يؤدي إلى سرطان الثدي لدى طفلها إلا أنه لم يسبق لواحدة أن نظرت إلى علاقة الأب بالأمر.
فمن المعروف أن نمط عيش المرأة الحامل و عاداتها الغذائية يؤثر بشكل كبير على الجنين و يمكن أي يعرضه لخطر الإصابة بأمراض عديدة. إلا أن إحتمال تدخل الأب و تأثيره على إصابة الأطفال بسرطان الثدي لم يكن واردا قبل.
نُشرت دراسة جديدة في المجلة العلمية “Scientific reports” تؤكد تورط الأب في المسألة أيضا. إذ تؤكد هذه الدراسة أن إصابة الأب بالسمنة يؤدي إلى تغيير بعض الجينات في الحيوانات المنوية مما يرفع من إحتمال الإصابة بسرطان الثدي لدى أبنائه.
و أشارت الدراسة إلى أن حدوث طفرات في الجينات يمكن أن يؤدي إلى إصابة الطفل بسرطان الثدي إذ أن 10% من هذه الجينات المغيرة يتم نقلها إلى الطفل.
وقد قام الباحثون في هذه التجربة بأخد عينات من فئران مخبرية، ثم قاموا بإطعام الذكور منها سواء بنظام غذائي معتدل أو بنظام غذائي دسم قبل أن يقوموا بتزويجهم بالإناث، ثم بعد ذلك أخدت عينات من نسيج الثدي لدى الأطفال و قاموا بتحليلها.
ووجد هؤلاء أن الأطفال الذين جاؤوا من أب مصاب بالسمنة تأخر تطور نسيج الثدي لهم مما يعرضهم بشكل صريح لخطر الإصابة بسرطان الثدي في حين كان التطور لدى الأطفال الآخرين عاديا.
وبعد تحليل الحيوانات المنوية للآباء المصابين بالسمنة وجد الباحثون حدوث تغيرات في بعض الجينات و أكدوا أنها نفس الجينات التي وجدوها في نسيج الثدي لدى الأطفال المعرضين بشكل كبير لسرطان الثدي.
ويأمل الباحثون أن يقوموا بمزيد من التجارب على الإنسان للتأكد من مدى صحة الأمر عندما يتعلق الأمر بالجسم البشري.
عذراً التعليقات مغلقة