يسود الهدوء في ساحة السلطان أحمد في المركز التاريخي لمدينة اسطنبول على مقربة من المسجد الأزرق وآيا صوفيا، تستمع المجموعات السياحية الاجنبية النادرة بذهول إلى مرشديهم يتحدثون عن الحياة اليومية في القسطنطينية العثمانية، وتاريخ المباني القديمة المشيدة في المنطقة.اما المقاهي المجاورة فهي شبه مهجورة، ومتاجر الهدايا التذكارية لباعة كانوا على ما يرام.
يعبر (تونكاي جونك)عن أسفه قائلا: “أنا في هذا العمل لمدة خمسة وثلاثين عاما، وأنا لم أر مثل هذا الوضع الكارثي من قبل”، وهو جالس بين متاجر صغير لبيع الحلي للسياح كان يصطف امامهم طابور طويل من الاجانب، هذه المنطقة التي ما تزال تحتل واحدة من أفضل المواقع في اسطنبول. واضاف قائلا: “تفجيرات مطار اتاتورك اكمل الباقي, أنا لم اربح أي شيء لمدة ستة أشهر، هذا العام قد ضاع بالنسبة لأولئك الذين يعيشون من السياحة “، في حين أن السيارة المدرعة تابعة للشرطة تقوم بمناورات قريبا من هنا. وكان السيد (تونكاي) يعمل في متجره يوم 12 يناير كانون الثاني عندما فجر إرهابي حزامه الناسف على بعد خمسين مترا فقط من المنشأته، مما أسفر عن مقتل عشرة سياح في غالبيتهم الألمان.
خسائر فادحة للسياحة التركية:
ذكرت مجموعة من تقارير إن عدد السياح تراجع عام 2015 بنسبة 1.34% مقارنة بـ 2014 بسبب تدهور الوضع الامني و الأزمة التركية الروسية، إذ يحتل الروس المرتبة الثانية بعد الألمان من حيث السياح الأكثر توافدا على تركيا.
و قد سبق و كشف البنك المركزي التركي أن إيرادات السياحة قد تراجعت بنسبة %19 هدا العام , و يأتي هدا متزامنا مع انخفاض حجوزات الفنادق السياحية بنسبة %40 و عرض مئات الفنادق للبيع.
وتراجع عدد السياح الأجانب لتركيا لأكتر من %28 في شهر ابريل مقارنة مع نفس الشهر من السنة الماضية بسبب هبوط عدد الوافدين من الاتحاد الأوروبي , روسيا, الولايات المتحدة , اليابان و استراليا .
عذراً التعليقات مغلقة