مع الاهتمام المتزايد بعمليات زراعة الشعر التجميلية، ممن يعانون الصلع حول العالم، وبشكل واضح ومتزايد في دول الخليج العربي، بعدما جربوا أنواعا مختلفة من الأدوية التي تحتاج وقتا طويلا للحصول على أبسط النتائج، تعتبر الجراحة الآن هي العلاج النهائي والسريع لهذه المشكلة، ما جعل خبراء زراعة الشعر لا يتوقفون عن تطوير تقنياتهم وأساليبهم الجراحية يوما بعد يوم لتحقيق رغبات وتطلعات مرضاهم.
أشهر الدول التي يذهب إليه المرضى لإجراء هذا التدخل الجراحي هي الجمهورية التركية، حيث تحتوي على مئات مراكز زراعة الشعر المتخصصة، والتي تضم أمهر الأطباء والجراحين في هذا المجال، كذلك فإن تكلفة العملية في تركيا تصل في بعض الأحيان إلى ثُلث التكلفة في أمريكا وبعض الدول الأوروبية. وتعتبر مدينة إسطنبول التركية عاصمة زراعة الشعر حول العالم دون منازع.
من الأطباء ذوي السمعة الطبية في هذا المجال نجد الدكتور يتكين باير ومركزه لزراعة الشعر في إسطنبول، والذي يمتد تاريخه الجراحي إلى نحو 25 عاما، قضى العشر الأول منها في أمريكا، جراحا بإحدى المستشفيات المتخصصة في كاليفورنيا. وقد قام باير وفريقه الطبي بتطوير تقنية جراحية تعد الأحدث في مجال زراعة الشعر، وهي تقنية DHI، والتي تعرف أيضا باسم قلم تشوي، في هذا المقال سنتعرف على التفاصيل.
تقنية DHI الأحدث في عالم زراعة الشعر
كانت هناك نقلات هامة ومحورية على مدار تاريخ جراحة زراعة الشعر، حيث بدأت بتقنية كانت تعرف باسم الشريحة FUT، والتي ما زالت تستخدم حتى وقتنا هذا مع الكثير من التطورات على تقنياتها وأساليبها الجراحية. بعدها ظهرت تقنية الـ FUE، أو ما يعرف باسم تقنية الاقتطاف لزراعة الشعر، والتي اعتبرت نقلة كبيرة في هذا المجال.
اعتمدت هذه التقنية على حصد البصيلات من مناطق فروة الرأس السليمة واحدة بعد الأخرى، وفتح قنوات في المناطق المصابة، ثم زرع البصيلات -أو نقلها- وتوزيعها لتغطية مكان فقدان الشعر. وحتى هذه اللحظة تعتبر هذه التقنية هي الأحدث، وما تلى ذلك من تقنيات وأساليب جراحية هي تطورات على نفس الأساس الطبي.
لكن ما فعله الخبراء في تقنية DHI لزراعة الشعر هو اختراع أداة حديثة تسمى أقلام تشوي، والتي يستخدم الطبيب عدد منها خلال الجراحة، بعد حشوها بالبصيلات المزروعة، لفتح القنوات وزراعتها مرة واحدة، ما يجعل مراحل العملية اثنين فقط بدلا من ثلاث مراحل، وهذا يوفر الكثير من الوقت، ويحافظ على البصيلات من التلف، إضافة إلى الدقة المتناهية في إجراء الجراحة.
وقد طور دكتور يتكين باير تقنية زراعة الشعر dhi، باستخدام أسلوب جراحي خاص بالمركز يعرف باسم OSL، والذي استخدمه الطبيب باير منذ سنوات للحصول على نتائج تجميلية ذات مظهر طبيعي وثابت؛ فتعالوا لنتعرف على هذا الأسلوب الجراحي.
ما هي مهارة OSL الجراحية لزراعة الشعر
الـOSL هو الاختصار المتعارف عليه لأسلوب جراحي هو Oblique Semi Lateral، وهي مهارة مرتبطة بيد الجراح الخبير، حيث يعتمد أسلوب القنوات المائلة لغرس البصيلات بزوايا محددة، وعلى أعماق دقيقة، لكي يوفر لبصيلات الشعر المزروع البيئة المناسبة لنموها وتماسكها.
في هذا الصدد يقول الطبيب يتكين باير: “من الضروري أن يراعي جراح زراعة الشعر طبيعة فروة الرأس في المناطق المصابة حتى يستطيع تحديد نوعية البصيلات اللازمة للزراعة، كذلك يجب زرع هذه البصيلات على أعماق محددة وبزوايا خاصة تتناسب مع الشعر المحيط، للحصول على نتائج طبيعية للشعر المزروع، ولتجنب مشاكل تلف البصيلات وتساقطها بعد العملية”.
استمر استخدام هذه المهارة الجراحية من قبل الفريق الطبي بمركز يتكين عند إجراء زراعة الشعر بتقنية FUE، حتى سنوات قليلة، عندما ظهرت تقنية DHI لزراعة الشعر، حيث حصل الفريق الطبي للمركز على أعلى الدورات التدريبية للتعرف على جميع خصائص تلك الأداة فائقة الدقة التي تعرف بقلم تشوي، ومن ثم العمل على تطويره.
ما هو جوهر هذا التطوير الذي ابتكره مركز يتكين لتقنية DHI، وكيف تم الدمج بين أقلام تشوي ومهارة الـOSL الجراحية لزراعة الشعر، هذا ما سنعرفه في الفقرة التالية.
كيف يتم الدمج بين تقنية DHI ومهارة OSL لزراعة الشعر
الأداة المتطورة، مهما كان مدى تطورها، في نهاية المطاف هي مجرد جماد، لا يمكنها العمل بدون اليد الخبيرة التي تستطيع استنفاذ جميع الإمكانيات المتوفرة بها.
يتم في مركز يتكين استخدام أقلام تشوي مع إجراء تعديل خاص لكل حالة حتى تتناسب أعماق غرس البصيلات مع طبيعة فروة الرأس في تلك المناطق، والسمك الخاص بالصيلات المنقولة، ويراعي الأطباء المدربون زوايا غرس البصيلات في كل منطقة من مناطق الزراعة على حدة، حتى تكون متوافقة مع ما يحيط بها من شعر طبيعي، لذلك فبعد اكتمال النتائج النهائية للجراحية لا يمكنك تميز الشعر الطبيعي من الشعر المزروع.
هذا التطور يتوافق مع المبدأ العام والأساسي لجراحات زراعة الشعر التجميلية، والتي تؤكد على أن كل مريض هو حالة شديدة الخصوصية، لا يمكن المقارنة بينها وبين غيرها من الحالات.
وفيما يلي نختتم مقالنا بعرض أهم مميزات الدمج بين تقنية DHI و OSL وأثرها على النتائج النهائية لعملية زراعة الشعر التجميلية.
مميزات الدمج بين DHI وأسلوب OSL الجراحي لزرع الشعر
ليس هناك تطور أو تقدم بلا فائدة، فالعلماء والمتخصصون غالبا ما يطورون تقنية أو أسلوبا جراحيا ما للتغلب على بعض المشكلات العملية التي تواجههم أثناء الجراحة، أو اكتمال النتائج، ومن بين أهم المميزات التي وفرها الدمج بين تقنية DHI لزراعة الشعر وأسلوب OSL الجراحي لدى مركز دكتور يتكين باير لزراعة الشعر في تركيا إسطنبول ما يلي:
- قلة الوقت اللازم لإجراء عملية زراعة الشعر، واختصار مراحل الجراحة في مرحلتين فقط بدلا من ثلاث مراحل.
- توفير جميع العوامل اللازمة للحفاظ على بصيلات الشعر المحصودة سليمة، وعدم إمكانية تعرضها لأي تلف.
- خفض جرعات المخدر اللازمة لإجراء الجراحة.
- إمكانيات إجراء عملية الزراعة لمختلف أنواع الشعر المفقود، والتوافق مع خصائص معظم أنواع فروة الشعر.
- ثبات البصيلات وقوتها، وخفض نسب فقدانها بعد الجراحة، إن لم يكن انعدام ظهور مثل هذه الحالات في ظل أسلوب الـ OSL الفريد.
- سرعة التعافي بعد عملية زراعة الشعر، حيث يمكن للمريض ممارسة حياته الطبيعية في اليوم التالي لإجراء الجراحة.
- الجروح الناتجة عن زراعة الشعر لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وذلك بفضل أقلام تشوي، فلم تعد هناك حاجة لشق القنوات المستقبلة للبصيلات قبل زراعتها.
- الحصول على نتائج زراعة شعر طبيعية ودائمة، حيث أن هدف خبراء التجميل وجراحي زراعة الشعر حول العالم هو الوصول لنتائج لا يمكن تمييزها عن الشعر المحيط بالشعر المزروع، وتوفير بيئة مناسبة للبصيلات حتى تتماسك خلال المراحل الأولى بعد العملية.