للوهلة الأولى قد يبدو من غير المعقول أن تتواجد حياة فضائيّة في هذا القمر البعيد البرتقالي شديد البرودة, حيث أنّ درجة حرارته 290 درجة فهرنهايت متجمدة.
فبالرّغم من أنّه المكان الوحيد عدا الأرض في نظامنا الشّمسي الذي اكتشفنا وجود مياه على سطحه إلّا أنّ جميع أنهاره وبحيراته مشبعة بالميتان والإيثان شديدا السّمومة لأيّ شكل من أشكال الحياة البدائية, بالإضافة إلى كونها جميعاً في حالة تجمد.
ولكن ماذا لو كان هناك شكل آخر من الحياة, مختلف عما عهدناه في كوكبالأرض شكل ليس بحاجة للمياه ليحيا ؟
وفقاً لدراسةٍ جديدةٍ نشرها علماء جامعة “cornell” بأن هناك احتمال تواجد هكذا حياة على القمر “titan” ؛ ذلك أنّ الشّمس عندما تضرب بأشعّتها الغلاف الأصفر الجوّي المسموم لهذا الجرم فإنّها تنتج بذلك “hydrogen cyanid ” سيانيد الهيدروجين (أحد العناصر الذي يعتقد العلماء بدوره الحيوي في تشكيل الحياة البدائيّة الأولى على كوكبنا الأرض).
سيانيد الهيدروجين يتفاعل مع جزيئات ضخمة من البوليميرات القادرة على امتصاص أطياف واسعة من الضوء, واسعة بما فيه الكفاية لالتقاط أشعة الشمس التي تخترق الغلاف الجوي المسموم لهذا الجرم السماوي مما يحفز تكون حياة عليه.
هذه الدّراسة المعتمدة على إحصائيات ناسا حول الغازات حرّكت الأنظار نحو هذا القمر وجذبت اهتمام فرق العلماء والباحثين بأخذ نظرة عن قرب إليه, حيث تدور بعض التّكهنات أنه تحت السّطح الجليدي يكمن محيط هائل من المياه السائلة.
ولكن على أيّه حال وإن تواجدت حياة بالفعل على هذا الجرم فإنها لن تكون كأنماط المخلوقات الحيّة التي عهدناها بل شيئاً جديداً ومختلفاً كلياً عمّا رآه وأدركه الجّنس البشري حتى الآن.
عذراً التعليقات مغلقة