قامت منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” بخطوة جديدة من أجل توحيد الجهود من أجل دعم الأسعار المتدنية للنفط حيث أعلنت لأول مرة منذ 12 عاما عن إتفاق تاريخي خلال الإجتماع الذي تم عقده يوم أمس الأربعاء 30 نوفمبر تشرين الثني في فيينا بعد إنتظار وترقب في العالم أسره حيث أن القرار أما أن يعيد للسوق التوازن أو الذهاب إلى المجهول إضافة إلى أنه قد يطرح تساؤلات حول مدى أهمية وجود هذه المنظمة التي أسست منذ أكثر من خمسة عقود من الزمن.
وتمكن أعضاء أوبك من تجاوز الخلافات الراهنة والإتفاق على التقليل من الإنتاج ليصبح 1.2 مليون برميل كل يوم مع إجمالي إنتاج 32.5 مليون برميل كل يوم كما أن الدول الغير منضوية تحت المنظمة أصدرت قرارا يقضي بتقليص الإنتاج إلى 600 ألف برميل كل يوم حيث ذكر ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي أن بلاده ستقلص من إنتاج النفط إلى 300 ألف برميل كل يوم بشكل تدريجي في الشطر الأول من العام القادم.
وأثر الإتفاق التاريخي بشكل إيجابي على أسعار النفط على الصعيد العالمي حيث تجاوز خام نايمكس مستوى 49 دولارا للبرميل الواحد بإرتفاع قدر بنسبة 8.7 بالمئة في حين أن سعر خام برنت إرتفع لكسر حاجز 50 دولارا للبرميل الواحد بإرتفاع نسبته 8 بالمئة.
وقد جاءت تصريحات المنظمة في الوقت الذي أعلنت فيه بيانات مخزونات النفط في الولايات المتحدة الأمريكية حيث كانت أفضل من التوقعات وأظهرت بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط عرفت إنخفاضا بنحو 884 ألف برميل في الأسبوع الفارط في حين قدر المحللون الإرتفاع بمقدار 636 ألف برميل.
اسعار النفط اليوم
وحسب مصادر مطلعة في المنظمة فإن المملكة العربية السعودية ستعمل على تقليص الإنتاج بنحو 468 ألف برميل كل يوم في حين أن العراق وافقت بدورها بواقع 200 ألف برميل كل يوم.
من جانبه قال محمد بن صالح السادة وزير الطاقة في قطر أن المنظمة ستعمل على تشكيل لجنة ترأسها الكويت من أجل متابعة إتفاق النفط التاريخي مشددا على أن إجتماع مراجعة الإتفاق سيكون في 25 مايو المقبل مع إمكانية التمديد لنصف عام آخر.
وأضاف وزير الطاقة في قطر أنه لا وجود لتهديدات للمنظمة في عودة منتجي النفط الصخري للإنتاج عقب دخول القرار حيز التنفيذ مؤكدا أن الإتفاق جاء نتيجة للتخمة الموجودة في الأسواق العالمية ما تسبب في هبوط حاد في أسعار النفط.
ويرى السادة أن الإتفاق التاريخي سيعمل على أن ترجع الأسواق لتوازنها وأن تقل المخزونات الزائدة مؤكدا أنها خطوة للأمام بكل تأكيد مضيفا أن هذا الإتفاق سيساهم في الرفع من التضخم العالمي إلى مستويات صحية من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية.
من جانبه قال خالد الفالح وزير النفط في المملكة العربية السعودية أنه تم التوصل إلى التخفيض المنشود وأن جميع البلدان ستكون مساهماتها بنسب متكافئة بإستثناء ثلاثة دول لديها ظروف خاصة وهي إيران ونيجيريا وليبيا.
في المقابل قامت إندونيسيا بتعليق العضوية في منظمة البلدان المصدرة للبترول وذلك لكونها تقوم بإستيراد النفط ولا تصدره حاليا ولذلك فإن الإتفاق لن يكون مهما بالنسبة لها.
عذراً التعليقات مغلقة