إذا كان لهذين المرضين الفيروسيين (نزلة البرد و انفلونزا) لهما العديد من الأعراض الشائعة مثل الحمى والصداع وسيلان الأنف والتعب، فمن المهم أن نتعلم كيف نميز نزلة البرد من الانفلونزا, نضرا لأن التطورات والمخاطر ليس متماثلة بالنسبة لكليهما. فكيف يمكن معرفة ما اذا كان المرض الفيروسي هو أنفلونزا أو نزلة برد؟.
في حالات نزلات البرد، يلاحض سيلان الأنف، السعال أحيانا، و الشعور بالضعف والتعب, من دون اختلاف كبير على في طريقة الحياة اليومية المعتادة (لا يكون هناك غياب للشهية تقريبا، ويمكن للمصاب المشي و التنقل، وأحيانا يمكن مواصل العمل بشكل عادي).
في بعض الأحيان, تحدث آلام في العضلات، لكنها ليست قوية جدا. وبالمثل قد يكون الفرد المصاب بنزلة برد يعاني من حمى طفيفة والصداع في الرأس.
في المقابل، تعتبر أنفلونزا أكثر عدوانية بكثير. فأعراض الأنفلونزا الشديدة جدا وتضهر بشكل مفاجئ (ارتفاع في درجة الحرارة عند 39 درجة -40 درجة مع قشعريرة، والتعب الشديد، وآلام في العضلات) مع الشعور بالضيق عموما. كما أنه يصاحبها سيلان الأنف والسعال المؤلم.
اعراض الانفلونزا تؤثر على الحالة العامة: فقدان الشهية، وعدم القدرة على مواصلة الأنشطة اليومية، وعادة ما يبقى المصاب في السرير لبضعة أو عدة أيام.
لذلك فطبيعة الأعراض, ليست من تميز مرض انفلونزا من نزلة برد، بقدر ما تميزها الكثافة (أو العدوانية) وفجائية.
في الواقع، إذا كان الاصابة نزلة البرد، فلا يوجد لها علاج محدد, غير المسكنات المعتادة (مثل الباراسيتامول), وهو مرض فيروسي ذو أعراض خفيفة (مقارنة مع انفلونزا) والتي ستلتئم من تلقاء نفسها في غضون أيام معدودة. الأمر الوحيد الذي يجب تجنبه هو تلويث أو نقل الفيروس للرضع والصغار, اذ يمكن أن يسبب لهم التهاب القصيبات بعد ذلك.
أما إذا كانت هناك انفلونزا، فالتغيرات يمكن أن تكون أكثر تعقيدا أو حتى مُهلكة، خاصة بالنسبة للناس الضعفاء. ولذلك فمن الضروري، أولا، الراحة في المنزل وتناول المسكنات كالباراسيتامول (ليست المضادة للالتهابات)، والتأكد من عدم نقل المرض لمن حولك عن طريق غسل اليدين باستمرار، ورمي المناديل الملوثة بعيدا، مع الحرص على تغطية الأنف أو الفم أثناء نوبات العطس والسعال. وبطبيعة الحال يجب زيارة الطبيب في اقرب فرصة.
عذراً التعليقات مغلقة