بشكلٍ صادم قد يكون سبب البدانة كما سنكتشف الآن خللاً في الدّماغ خارجاً عن إرادتنا, سببه تدهور ُمتزايدُ في صحّة أداء عمليّات منطقة معيّنة من الدّماغ تدعي “الحصين” وهي المنطقة المسؤولة عن حذف أو كبت المعلومات الغير مفيدة للإنسان أو الذّكريات الضّارة والمؤلمة, في الحالة الطبيعيّة الذّكريات والأفكار المتعلّقة بالطّعام تتصدّر الطّليعة في حالة الجّوع, ويتم كبتها و وضعها جانباً عند الشّبع.
ولكنّ الباحثين في جامعة ماكواري قد أثبتوا أنّ أنماط تناول الطّعام تؤدّي إمّا إلى إيذاء تلك المنطقة أو تعزيز عملها, فعند تطبيق الاختبارات على عدد من الحيوانات العليا تمّ إجبارها على اتّباع حمية غذائيّة غربيّة (أي كثيرة الدّهون والسّكريات وقليلة الفاكهة) وجدوا أنّ هذا النمط من تناول الطّعام يؤدّي إلى تخريب قدرة الحصين على كبت الأفكار المتعلّقة بالطّعام ممّا يؤدّي إلى استمرار الرّغبة بتناوله حتى عند الشّبع.
وقد تمّ حديثاً اكتشاف أدلّة دامغة على حصول هذا الأمر عند البشر أيضاً, وتمّ الكشف عن هذه الدّراسة في الملتقى السّنوي لمجتمع دراسات الهضم, المختص بكل ما يتعلق بعادات وأنماط الأكل والشرب.
هذه الدّراسة التي تمّت رعايتها من قبل المجلس الاسترالي وبقيادة طالب الدكتوراه Tuki Attuquayefio قد أثبتت أنّ الشّبان والشّابّات ممّن يتّبعون نظام أكلٍ غربي لا يقدرون على مقاومة الوجبات الخفيفة ما بين الوجبات ومن الصّعب عليهم رفض الوجبات السّريعة حتّى عند الشّبع ذلك بالإضافة إلى تدنّي قدرتهم على التّعلم والتّذكّر بسبب تضرّر الحصين النّاتج عن نمط الحياة هذا.
عذراً التعليقات مغلقة